وقوله:(فحدثني) أي بحديث من أحاديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أو من عندك عسى اللَّه أن يذهب تلك الوسوسة التي تمكن من قلبي، فحدثه أولًا بحديث من عنده مما يزيل شبهته واستبعاده مؤاخذة اللَّه عباده، وتبين أن اللَّه مالك الملك يفعل ما يشاء، ولا يسئل عما يفعل، ولا ظلم فيما فعل في ملكه، وهو وإن كان من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لكنه لم يرفعه، ثم أشار إلى أن الإيمان بالقدر في جميع الكائنات عامة وفي أحوال نفسك خاصة من الواجبات التي لا يعدله عمل من الأعمال ولو كان عظيمًا خارجًا عن مقدرة البشر شرط لدخول الجنة، وفي الحديث كمال مبالغة في الحث على القدر والإيمان به، وأنه مجمع عليه في أهل الدين.
وقوله:(ما أصاب لم يكن ليخطئك) معناه لا يقول عند الإصابة: إني إنما أصيب ذلك لسعيي وجدي في طلب ذلك، ولا عند عدمها لو أني سعيت لوجدته، فلتبرأ من حولك وقوتك، فتفوز مقام التوكل والرضا، اللهم ارزقنا.