للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قُبُلًا قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} " [الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣]. رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: ١/ ٢٧٢].

١٢٢ - [٤٤] وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الآيَة، قَالَ: جَمَعَهُمْ فَجَعَلَهُمْ أزْوَاجًا،

ــ

كسحبان: واد وراء عرفة، وهو نعمان الأراك، وفي التفسير بعرفة مسامحة بقربه منها.

وقوله: (ذرأها) أي: خلقها، ومنه الذرية عند من يهمزه نسل الثقلين، ومن الذر عند من لا يهمزه، وقد سبق.

وقوله: (ثم كلمهم قبلًا) أي: مواجهة وعيانًا، في (القاموس) (١): رأيته قبلًا بالضم وبضمتين، وكصرد وعنب أي: عيانًا ومقابلة، ولي قِبَله بكسر القاف أي: عنده.

وقوله: (قالوا: بلى) التكلم من الذر بخلق العقل والتميز فيها كتكلم نملة سليمان، واللَّه على كل شيء قدير، وقد تبين بما ذكرنا في أول الفصل الثاني في حديث عمر شرحه (٢)، والكلام فيه فلا حاجة إلى الإعادة.

١٢٢ - [٤٤] (أبي بن كعب) قوله: (فجعلهم أزواجًا) أي: أراد أن يجعلهم أصنافًا؛ لأن جعلهم أزواجًا بعد التصوير، والزوج خلاف الفرد، ويقال للاثنين: هما زوجان وهما زوج، والحديث يحتمل على المعنيين.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٩٦٣).
(٢) تحت حديث (٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>