القسمان مذكورين بطريق التمثيل، وكان ههنا أقسام لا تعد ولا تحصى، فالمتقي المتدين يشكر لدينه وتقواه وإن كان فقيرًا، وحَسَنُ الخصال والأخلاق يَشْكُرُ لِحُسن خصاله وأخلاقه وإن كان ذميمًا، فافهم.
وقوله:(إلى قوله: وعيسى) تمام الآية: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}[الأحزاب: ٧]. ووصل -صلى اللَّه عليه وسلم- كلامه بالآية، وقال: كان أي: عيسى من تلك الأرواح أي: أرواح الذرية لا في أجسامهم، فأرسله أي: عيسى.
وقوله:(أنه) أي: عيسى الذي كان روحًا في تلك الأرواح (دخل من فيها) أي: من جانب فم مريم.
١٢٣ - [٤٥](أبو الدرداء) قوله: (ما يكون) أي: الذي يوجد ويحدث أي: نتذاكر فيه أنه مقضي أو مستأنف، فأجاب -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه مقضي ومقدور، وما قدره اللَّه لا يتغير، ذكر منها مثالًا مخصوصًا، وهو خلق الرجل -بالضم- لكونه لا يقبل الزوال، بخلاف خلقه -بالفتح- فإنه يتغير بحسب الظاهر، فالكيسِّ لا يصير بليدًا والبليد لا يصير كيسًا،