للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُلَبَّقَةً بِسَمْنٍ وَلَبَنٍ" فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَاتَّخَذَهُ، فَجَاءَ بِهِ، فَقَالَ: "فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ هَذَا؟ " قَالَ فِي عُكَّةِ ضَبٍّ قَالَ: "ارْفَعْهُ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. [د: ٣٨١٨، جه: ٣٣٤١].

ــ

وقوله: (ملبقة) على صيغة اسم المفعول من التلبيق وهو التليين، في (القاموس) (١): لَبَقَه: لينه، وثريد ملبق: ملين بالدسم.

وقوله: (في عكة) بالضم: آنية السمن أصغر من القربة، جمعه عُكَكٌ وعِكاك، كذا في (القاموس) (٢)، وفي (نهاية الجزري) (٣): العكة: وعاء من الجلود مستدير يختص بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخص.

وقوله: (ارفعه) يحتمل أن يكون الأمر برفعه لكون جلده نجسًا لحرمة لحمه كما هو مذهب الحنفية، ويحتمل أن يكون لتنفر طبعه -صلى اللَّه عليه وسلم- وليس بحرام، وهو مذهب الشافعي وأكثر العلماء وإلا لأمر بطرحه ونهاه عن تناوله، وقد مرّ هذا البحث في (باب ما يحل أكله وما يحرم)، وتمني هذا النوع من الطعام من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كأنه كان من انبساط مع أصحابه أحيانًا من غير تكلف كما جاء في الحديث: وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، أو لامتحان بعض أصحابه في إحضاره له وتبادره إلى قضاء شهواته كما هو شأن المحبة، ولهذا رده بعد إحضاره ولم يأكله، أو لعله كان لأجل شهوة بعض الحاضرين ممن يصلح له مثل هذا الطعام، ولهذا قال: (عندي)، ولم يصرح بتمني أكله، واللَّه أعلم. وقال الطيبي (٤): هذا الحديث مخالف


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٨٤٨ - ٨٤٩).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٨٧٤).
(٣) "النهاية" (٣/ ٢٨٤).
(٤) "شرح الطيبي" (٨/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>