للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيُصَفِّرُ لِحْيتَهُ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرانِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِك. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ. [ن: ٥٢٤٣].

ــ

السبتية، فقال: رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يلبسها، وإنما اعترض عليه؛ لأنه كان عادتهم لبس النعال بالشعر غير مدبوغة؛ ولأنها نعال أهل النعمة والسعة.

وقوله: (ويصفر لحيته بالورس والزعفران) الورس: نبات أصفر يصبغ به، وفي (القاموس) (١): نبات كالسمسم ليس إلا باليمن، يزرع فيبقى عشرين سنة، ورّسه توريسًا: صبغه به، وقد علم أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يخضب ولم يبلغ شيبه حد الخضاب، وهو الصحيح المختار عند جمهور المحدثين، وقد جاء في أحاديث كثيرة، وما جاء على خلافه فله محامل وتأويلات قد عرفت، وقال صاحب (سفر السعادة) (٢): إنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يصبغ شعره قطّ، وإذا كان يستعمل الطيب كثيرًا حسبوه مخضوبًا، انتهى. فالمراد بقوله: يصفر لحيته بهما أنه كان يستعملهما فيها ويغسلها بهما تنظيفًا وتطهيرًا، ولما كان شعره -صلى اللَّه عليه وسلم- أسود لم يصبغ به؛ لأن الأسود لا يقبل لونًا آخر، وكذا سمعت من الشيخ رحمه اللَّه، وأما ابن عمر لما كان شيبه أبيض وكان يستعمل الصفرة اتباعًا له -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصبغ به شعره، وكان الصحابة يخضبون بالحمرة وبالصفرة كما جاء في الأحاديث، أما هو -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يخضب قط، واللَّه أعلم.

وقوله: (وكان ابن عمر يفعل ذلك) أي: يصفر اللحية بالورس والزعفران، والأولى أن يكون إشارة إلى مجموع ما ذكر من لبس النعال السبتية وتصفير اللحية كما جاء في الأحاديث، ورويناه في (كتاب الشمائل).


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٥٣٦).
(٢) "سفر السعادة" (ص: ٣٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>