للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ"، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا رَأَيْتُ مَنْظرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: ٢٣٠٨، جه: ٤٢٦٧].

١٣٣ - [٩] وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، ثُمَّ سَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٣٢٢١].

ــ

وقوله: (ما رأيت منظرًا) أي: منظرًا فظيعًا، ولعل هذا مبالغة وإلا فالنار أفظع من كل شيء، ويحتمل أن يكون المراد المناظر التي في الدنيا، واللَّه أعلم.

١٣٣ - [٩] (عنه) قوله: (سلوا له بالتثبيت) (١) أي: ادعوا له بأن يثبته اللَّه


(١) أَي: ادْعُوَا لَهُ بِدُعَاءِ التَّثْبِيتِ، يَعْنِي قُولُوا: ثَبَّتَهُ اللَّهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ، أَوِ اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ، وَهُوَ كَلِمَةُ الشَّهَادَةِ عِنْدَ مُنْكَرٍ وَنَكَيرٍ، وَهَذَا أَفْضَلُ مِنَ التَّلْقِينِ الْمُخْتَلَفِ فِيهِ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَلَيْسَ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى التَّلْقِينِ عِنْدَ الدَّفْنِ كَمَا هُوَ الْعَادَةُ، وَلَا نَجِدُ فِيهِ حَدِيثًا مَشْهُورًا وَلَا بَأْسَ بِهِ إِذْ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَرْضُ الاعْتِقَادِ عَلَى الْمَيِّتِ وَالْحَاضِرِينَ وَالدُّعَاءُ لَهُ وَلِلْمُسْلِمِينَ، وَالإِرْغَامُ لِمُنْكِرِي الْحَشْرِ، وَكُلُّ ذَلِكَ حَسَنٌ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ قَوْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فَالْمُرَادُ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا عِنْدَ دَفْنِ الْمَيِّتِ. قاله القاري "مرقاة المفاتيح" (١/ ٢١٦). قال النووي: اتفق كثير من أصحابنا على استحباب التلقين إذا دفن الميت يقف أحد عند رأسه، ويقولُ: يا فلانُ بن فلانٍ، اذكر العهد الذي خرجتَ عليه من الدنيا: شهادة أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأن اللَّه يبعث مَن في القبور، قُل: رضيتُ باللَّه ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- نبيًّا، وبالكعبة قبلة، وبالقرآن إمامًا، وبالمسلمين إخوانًا، ربّي اللَّه لا إِلهَ إِلا هو، وهو رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، وروي في ذلك حديث عن أبي أمامة ليس بالقائم إسناده ولكن اعتضد بشواهد منها الحديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>