للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٢٥ - [١٢] وَعَنْ عَائِشَةَ وَرَافِعٍ بنِ خَدِيجٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ". مُتَّفقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٢٦٣، م: ٢٢١٠].

ــ

٤٥٢٥ - [١٢] (عائشة، ورافع بن خديج) قوله: (فابردوها بالماء) بهمزة وصل وضم راء من باب نصر متعد، في (الصراح) (١): برد: سرما نقيض حر، وسرد كردن بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع، وماء مبرود وبرودت خنكي وسردي، نقيض حرارت بضم العين فيهما، وأبردته لغة رديئة، وفي (القاموس) (٢): برد كنصر وكرم، وماء بارد وبرود، وبُراد بالضم ومبرود، وقد برّده بردًا جعله باردًا، وأبرده جاء به باردًا، وفي (النهاية) (٣): أبردوا بالظهر، فالإبراد: انكسار الوهج والحر، وهو من الإبراد بمعنى الدخول في البرد. ثم هذا الخطاب بأهل الحجاز باعتبار الأكثر والأغلب؛ لأن أكثر ما يعرض لهم الحمى اليومية من شدة حرارة الشمس أو حركة مفرطة أو غضب أو يقظة، ولا شك أن الحمى الصفراوية ينفعها التبريد بالماء.

ثم اختلفوا في أن التبريد هل يشمل الغسل، فقال بعضهم: نعم، بدليل، ما جاء في الحديث: (إذا حم أحدكم فليرشّ عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر) (٤)، وفي (مسند الإمام أحمد) (٥): (كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا حمّ دعا بقربة من ماء فأفرغها على رأسه فاغتسل)، وفي (جامع الترمذي) (٦): (إذا أصاب أحدكم الحمى فإنما الحمى قطعة


(١) "الصراح" (ص: ١٢٢).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٢٥٦).
(٣) "النهاية" (١/ ١١٤).
(٤) أخرجه النسائي في "سننه" (٧٦١٢).
(٥) لم أجده في "مسند أحمد" وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٤٧).
(٦) "سنن الترمذي" (٢٠٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>