للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٣٣ - [٢٠] وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَامِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى (١) يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: ٢٠٤٠، جه: ٣٤٤٤].

ــ

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تعليمًا للجواز، وقال الطيبي (٢) في شرح الحديث الأول من الفصل الأول: فيه إشارة إلى استحباب الدواء، وهو مذهب جمهور السلف وعامة الخلف، وفي كون المذهب هذا خفاء مع أن في كون الحديث إشارة إلى ما ذكر أيضًا نظرًا، نعم لو داوى أحد على قصد الاتباع والموافقة بفعله -صلى اللَّه عليه وسلم- يثاب على ذلك، كما في سائر المباحات الموافقة لفعله عليه الصلاة والسلام، وأما كون نفس التداوي من غير نظر إلى هذا مستحبًا محل نظر، ولو فرق أحد بين العلاجات الطبية الوهمية والظنية وبين ما هو متيقن كحرارة الزنجبيل والفلفل، فلو أهلكت أحدًا البرودة وهو قادر عليها ولم يستعملها ولم يأكل وهلك يأثم، وهي حكم النار والتسخن بها مثلًا لكان له وجه، وتحقيقه في محله، وأما إنكار التداوي بناء على أن كل شيء بقدر اللَّه فجهل بتقدير عالم الأسباب، إذ التداوي أيضًا بقدر اللَّه على طبق ما ورد: فررنا من قدر اللَّه إلى قدر اللَّه، كالأمر بالدعاء، وقتال الكفار، والتحصن، وتجنب الإلقاء إلى التهلكة.

٤٥٣٣ - [٢٠] (عقبة بن عامر) قوله: (فإن اللَّه يطعمهم ويسقيهم) يعني لا تظنوا أن عدم الطعام والشراب مهلك بهم ومضر لهم، فإن اللَّه تعالى يبقيهم ويقومهم من غير حاجة إلى ذلك، والإبقاء والتقويم بقدرة اللَّه تعالى لا بالطعام والشراب، وله


(١) "تعالى" سقط في نسخة.
(٢) "شرح الطيبي" (٨/ ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>