وتوجيه خمس وأربعين أن وفاته -صلى اللَّه عليه وسلم- في أثناء السنة الثالثة بعد ستين، وتوجيه الأربعين أنه مبني على رواية أن عمره ستون سنة، والراجح المختار هو الأول، وقال الطبري: إن اختلاف العدد في الرؤيا بحسب اختلاف حال الصفاء والكدورة في الرائي، أو باعتبار الخفاء وجلاء الرؤيا، وقد جاء في رواية:(جزء من سبعين جزءًا)، والظاهر أن المراد المبالغة في تعليله وحطه من درجة النبوة لا عين العدد، واللَّه أعلم بحقيقة الحال.
٤٦٠٩ - [٤](أبو هريرة) قوله: (من رآني في المنام فقد رآني) بأي صورة رآه كما يأتي تحقيقه في شرح الحديث الآتي.
٤٦١٠ - [٥](أبو قتادة) قوله: (فقد رأى الحق) الظاهر أنه مفعول به، أي: رأى الأمر الثابت المحقق، ويحتمل أن يكون مفعولًا مطلقًا أي: رآني الرؤيا الحق، وتذكيره باعتبار أنه مصدر في الأصل أو صفة مصدر.
اعلم أن هذه الأحاديث مع تعدد طرقها واختلاف ألفاظها تدل على أن من رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في المنام فقد رآه، وأن رؤياه حق ثابت، وليس للكذب والبطلان حول حماه طريق، وأنه ليس للشيطان ولا ينبغي له أن يتمثل بصورته -صلى اللَّه عليه وسلم- ويلبس ويدخل في خيال الرائي أنه هو -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أن اللَّه تعالى أقدره ومكنه من أن يتمثل بأي صورة شاء، ويلبس على الخلق ويكذب سواء كان في اليقظة أو في المنام، ولكن لم يقدره على تمثله بصورته -صلى اللَّه عليه وسلم- والكذب عليه به، هكذا جرت سنة اللَّه، ولن تجد لسنة اللَّه تبديلًا،