عمرو بن العاص، و (ابن طاب) كان رجلًا بالمدينة ينسب إليه هذا النوع من الرطب بأن أنشأه وغرسه أو كان يعجبه أكله أو غير ذلك، واللَّه أعلم. ويقال: رطب ابن طاب وعذق ابن طاب وتمر ابن طاب.
وقوله:(أن الرفعة) أخذها من لفظ رافع، (والعاقبة) أخذها من لفظ عقبة، (وأن ديننا قد طاب) وفي رواية: قد أرطب وطاب، أخذًا من رطب ابن طاب، وقد كان [من] عادته الكريمة التفاؤل بالأسماء، ولم يخص ذلك بتعبير الرؤيا بل كان يأخذ في اليقظة أيضًا كما ذكر سابقًا من قصة بريدة الأسلمي في الفصل الثاني من (باب الفأل والطيرة) في حديث بريدة.
٤٦١٨ - [١٣](أبو موسى) قوله: (فذهب وهلي) أي: وهمي، الوهل: الوهم وزنًا ومعنى، يقال: وهل إلى الشيء يهل وهلًا: ذهب وهمه إليه، واعلم أنهم قد ذكروا أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما أمر بالمهاجرة من مكة أري في منامه أولًا موضعًا ذات نخيل، وكان يتطرق إليه الاشتراك والاشتباه بمواضع متعددة لما أنه في أرض الحجاز مواضع من هذا القبيل، أحدها (اليمامة) بفتح الياء وخفة الميم، وهي قرية دون المدينة في وسط الشرق عن مكة على ست عشرة مرحلة من البصرة، وعن الكوفة نحوها، والنسبة يمامي، ويمامة: جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام، وبلاد الجو منسوبة إليها سميت باسمها، وكانت أكثر نخيلًا من سائر بلاد الحجاز، وبها تنبأ مسيلمة الكذاب،