للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ -وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ- فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ: "فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ". . . . .

ــ

الوسطى، ويعلم بالمقايسة إليه حال العرض أيضًا مجملًا.

وقوله: (وهم نفر من الملائكة) النفر: رهط من الناس من الثلاثة إلى العشرة؛ فإما أن يكون المراد هنا أيضًا هذا العدد، ويكون الملائكة الجالسون هذا المقدار، أو يكون المراد مطلق الجماعة وإن كانوا أكثر، واللَّه أعلم.

ثم الظاهر أن هذا من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويحتمل أن يكون من كلام اللَّه تعالى بيانًا للمشار إليهم، وسيجيء في الفصل الثالث مثل هذه العبارة المحتملة للوجهين، لكن الاحتمالين هناك يتساويان وهنا الراجح أحدهما، فافهم.

وقوله: (ما يحيونك): (ما) موصولة، ويحتمل أن تكون استفهامية، وفي أكثر الأصول بالحاء المهملة والياء المشددة، وفي بعضها: (يجيبونك) بالجيم والياء التحتانية والموحدة، من الجواب، والتحية: السلام، وهي (تفعلة) من الحياة بمعنى الإحياء والتبقية، حيّاه، أي: أحياه وعمّره، ويجيء التحية بمعنى الملك والبقاء، وبالكل فسر في (التحيات للَّه تعالى).

وقوله: (ذريتك) الذرية مشتق من الذر بمعنى البث والنشر، جمعه الذراري، ومنه: الذرة للنملة.

وقوله: (فزادوه ورحمة اللَّه) زيادة (ورحمة اللَّه) مستحب في ردِّ السلام، وقد جاء زيادة (وبركاته) أيضًا، وورد في بعض الروايات (ومغفرته) أيضًا كما يجيء في الفصل الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>