للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٣٨ - [١١] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ (١) -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كلِّهِ" قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: "قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ".

وَفِي رِوَايَةٍ: "عَلَيْكُمْ" وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَاوَ.

وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ قَالَتْ: إِنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، قَالَ: "وَعَلَيْكُمْ"، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَهْلًا يَا عَائِشَةُ! عَلَيْكِ بالرِّفق، وإِيَّاكَ وَالْعُنْفَ والفُحْشَ"، قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: "أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ".

وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِم قَالَ: "لَا تَكُونِي فَاحِشَةً، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحبُّ الفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٩٢٧، م: ٢١٦٥].

ــ

قالوا، وقال بعضهم: لا بأس بالتشريك؛ لأن الموت مشترك بين الكل، وقيل: الواو ليس للتشريك بل للاستئناف، أي: وعليكم ما تستحقونه، والصواب جواز الوجهين، وللطيبي (٢) هنا كلام طويل، فانظر [هـ] ثمة.

٤٦٣٨ - [١١] (عائشة) قوله: (الفحش والتفحش) الفحش: هو ما اشتد وظهر قبحه من الذنوب، والفحش في كلام: الغلظ فيه، والتفحش: التعمد والتكلف فيه.


(١) في نسخة: "رَسُوْلِ اللَّه".
(٢) انظر: "شرح الطيبي" (٩/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>