للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ" شَمَّتَّ هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي، قَالَ: "إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّه". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٢٢٥، م: ٢٩٩١].

٤٧٣٥ - [٤] وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتُوهُ، وَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ فَلَا تُشَمِّتُوهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٩٩٢].

ــ

فاستعمل للدعاء بالخير لتضمنه ذلك، فمعناه: جنبك اللَّه عن الشماتة وأبعدك، أو المعنى: التجنب عن الشماتة والبعد عما يشمت به، وذلك لأن العطسة علامة الصحة كما قلنا؛ فإذا عطس نجا عن شماتتهم وزالت، وقيل: الشوامت هي قوائم الدابة كما ذكر في كتب اللغة، فكأنه دعا بثبات قدمه في مقام الطاعة والعافية.

وأما التسميت بالسين المهملة فهو من السمت بمعنى طريق أهل الخير وهيئتهم، فكأنه دعاء بكونه على السمت الحسن والهيئة الحسنة، وذلك لأن العاطس قد يقبح منظره وهيئته بالعطاس.

وقال في (النهاية) (١): التسميت: الدعاء، كما جاء في حديث الأكل: (سموا اللَّه وسمتوا) أي: ابتدؤوا الطعام بالتسمية للَّه واختموه بالدعاء لصاحب الطعام، كذا في (مجمع البحار) (٢).

٤٧٣٥ - [٤] (أبو موسى) قوله: (وإن لم يحمد اللَّه فلا تشمتوه) قالوا: إن عطس من وراء جدار مثلًا ولم يعلم تحميده ولا عدمه، يقول: يرحمك اللَّه إن حمدت.


(١) "النهاية" (٢/ ٣٩٧).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>