للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ،

ــ

وكذلك ذكره أهل اللغة [والغريب]، وقال الخطابي: وروي أحادب بالحاء المهملة، قلت: إنما الرواية بالجيم، وكذا في (الصحيحين)، انتهى كلام النهاية، وكأنه يريد بقوله في أجارد: (كذا ذكره أهل اللغة) ما قالوا: إن الجرد محركة فضاء لا نبات به، مكان جَرْدٌ وأَجْرَدُ، وجَرِدٌ كفَرِح، وأرض جرداء وجرِدَة كفَرِحَةٍ، كذا في (القاموس) (١)، ومنه: أهل الجنة جُردٌ مردٌ.

وقال القاضي عياض (٢): الأجادب من الأرض ما لا ينبت الكلأ، وقد روى بعضهم هذا الحرف (أجاذب) بالذال المعجمة، وكذا ذكره الخطابي، وقال: هي صلاب الأرض التي تمسك الماء، وقال بعضهم: (أحازب) بالحاء والزاي وليس بشيء، وقد رواه بعضهم (أجارد) أي: مواضع منجردة من النبات جمع أجرد، ورواه بعضهم (إخاذات) بكسر الهمزة وبعدها خاء معجمة خفيفة وبين الألفين ذال معجمة وآخره تاء الجمع المؤنث، وكذا رواه أبو عبيد الهروي، وهي جمع إخاذة، وهي الغدير التي تمسك ماء السماء، انتهى كلام القاضي.

وقال التُّورِبِشْتِي: أوضح هذه الألفاظ من طريق الرواية الأجادب يعني بالجيم والدال، وأقواها من طريق اللغة أجارد -يعني بالجيم والراء والدال- غير أنها لا تثبت رواية.

وقوله: (فنفع اللَّه بها) أي: بالأجادب بسبب ما أمسكت من الماء، وفي بعض النسخ (به) أي: بالماء الذي فيها.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٢٦٠).
(٢) "مشارق الأنوار" (١/ ٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>