للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"مَتَى عَاهَدْتِنِي فَحَّاشًا؟ إِنَّ شَرَّ النَّاس مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ" وَفِي رِوَايَةٍ: "اتِّقَاءَ فُحْشِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٠٣٢، م: ٢٥٩١].

٤٨٣٠ - [١٩] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرُونَ،

ــ

الناس من شره.

وقوله: (متى عاهدتني) أي: وجدتني، يعني إنما ألنت له لذم الفحش ولم أكن قط فحاشًا، والفحش: التجاوز عن الحد في الكلام وفي غيره، وإنما قلت في غيبته تنبيهًا على حاله ليتقه الناس، وفيه مصلحة.

وقوله: (إن شر الناس عند اللَّه منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره) قال الشراح: معناه إني إنما ألنت له الكلام وتطلقت في وجهه وانبسطت إليه اتقاء الشر والفحش لئلا أكون من الأشرار الفحاشين الذين يتركهم الناس لفحشهم، لأني لو قلت له في حضوره ما قلت فيه غيبته لتركني اتقاء فحشي، وقيل: معناه إنما فعلت ذلك مع الرجل وتركته غير مفتش عن حقيقة حاله ومتعرض لكشفها اتقاء شره وفحشه، وشر الناس من تركه الناس ولم يتعرضوا له مداراة معه، ورواية (اتقاء شره) تنظر إلى هذا المعنى، ورواية (اتقاء فحشه) إلى المعنى الأول، فافهم.

٤٨٣٠ - [١٩] (أبو هريرة) قوله: (كل أمتي معافى) التذكير باعتبار لفظ (كل)، وفي أكثر الأصول (معافاة) باعتبار المضاف إليه، في (القاموس) (١): أعفاه من الأمر، أي: برأه، والمعنى: كل أمتي مبرأ ومسلم ومتروك عن الغيبة إلا من جاهر بالمعصية ولم يسترها، وأما رفع قوله: (إلا المجاهرون) فللتأويل بالمنفي، أي: لا يغتاب أحد


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١٢٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>