للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٣٧ - [٢٦] وَعَنْ عُقْبةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقُلْتُ: مَا النَّجَاةُ؟ فَقَالَ: "أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ. . . . .

ــ

ضرر محض فلا بد من السكوت عنه، وكذا ما فيه ضرر ومنفعة؛ لأن دفع الضرر أهم، وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فالاشتغال به تضييع للوقت، وهو عين الخسران، فلا يبقى إلا القسم الثاني وفيه خطر، إذ يمتزج به ما فيه [إثم] من دقائق الرياء والتصنع وتزكية النفس، وكلام الغزالي في أمثال هذه المقامات إكسير للنفس وشفاء للقلوب، ولقد أكثر الطيبي فيها النقل منه، وهو جدير بذلك.

٤٨٣٧ - [٢٦] (عقبة بن عامر) قوله: (ما النجاة) أي: سبب النجاة.

وقوله: (أملك عليك لسانك) المصحح في النسخ: (أملك) بفتح الهمزة من الإملاك، ومعناه غير ظاهر؛ لأن الإملاك بمعنى التمليك كما ذكر في (القاموس) (١)، ولا معنى له ههنا، وقد ضبطه في بعض الشروح بكسر الهمزة، وقال: أما بفتحها فغير ظاهر، وقال في (مجمع البحار) (٢): هو أمر من الثلاثي، أي: احفظها عما لا خير فيه، وأما عبارة الطيبي (٣) فظاهر في كونه من الثلاثي، ولكنه لم يصرح بذلك، قال: أي لا تُجْرِهِ إلا بما يكون لك لا عليك، وعن بعضهم: أي اجعل لسانك مملوكًا لك فيما عليك وباله وتبعته، وأمسكه عما يضرك، وأطلقه فيما ينفعك، انتهى. وهذا ظاهر في الإملاك.

وقوله: (وليسعك) أمر من وسع يسع، كناية عن القعود في بيته اشتغالًا بالطاعة.


(١) انظر: "القاموس" (ص: ٨٧٨).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٤/ ٦٢٨).
(٣) "شرح الطيبي" (٩/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>