للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَمَا رُئِيَ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مِنْهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٠٤٢، م: ١٧٧٦].

٤٨٩٦ - [٤] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ". . . . . . .

ــ

الكلام في كونه شعرًا وصدوره منه -صلى اللَّه عليه وسلم- كالكلام في أمثاله، ثم إنه قد نوقش في كونه من باب الافتخار بأنه لم يصح صدور الافتخار من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، كيف وقد نفاه في قوله: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)، فنهى الأمة عن الافتخار بالآباء، فكيف يفتخر هو -صلى اللَّه عليه وسلم- بعبد المطلب؟ فالحق أنه إخبار منه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأنه النبي الموعود الذي كان أهل الكتاب والكهان يخبرون بأنه سيظهر نبي من أولاد عبد المطلب، ويذكرون علامات نبوته، وأجيب بأن الافتخار في المبارزة والحرب مع الكفار جائز؛ إظهارًا للشجاعة، وإدخالًا للروع والمهابة في قلوب أعداء الدين، وأيضًا المذموم من الافتخار ما يكون على طريق الجاهلية من الافتخار بالآباء سمعة ورياء؛ لا ما كان على سبيل ذكر نعمة اللَّه والتحديث بها كما ذكرنا، ولذا ضم مع النسب الحسب أيضًا.

٤٨٩٦ - [٤] (أنس) قوله: (يا خير البرية) البرية: الخلق، فإن أخذت من البرى بمعنى التراب فلا يهمز، وإن أخذت من البرء بمعنى الإنشاء والخلق فمهموز، ولكن قد تقلب الهمزة ياء وتدغم كخطيئة، قال الطيبي (١): لم تستعمل مهموزة.

وقوله: (ذاك إبراهيم) ذكروا فيه أوجهًا: الأول: أنه قاله تواضعًا واحترامًا لإبراهيم كالذي يقدم على نفسه من هو دونه تواضعًا، الثاني: أنه قال هذا قبل أن يوحى


(١) "شرح الطيبي" (٩/ ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>