للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٠٥ - [١٣] وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الْعَصَبِيَّةُ؟ قَالَ: "أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ عَلَى الظُّلْم". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٥١١٩].

٤٩٠٦ - [١٤] وَعَنْ سُراقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: . . . . .

ــ

فهو كبعير سقط في بئر، فما يجدي عنه أن ينزع بذنبه وإن جهد كل الجهد، انتهى. فجعل المشبه بالبعير الناصرَ، وهو الظاهر من لفظ الحديث، وهكذا نقل صاحب (مجمع البحار) (١) عن (النهاية) (٢) حيث قال: أراد أنه وقع في الإثم وهلك، كبعير تردى في بئر وأريد نزعه بذنبه، فلا يقدر عليه.

وذكر في بعض الحواشي أنه شبه القوم ببعير هالك؛ لأن من كان على غير حق فهو هالك، وشبه ناصرهم بذنب هذا البعير، فكما أن نزعه بذنبه لا يخلصه من المهلكة، كذلك هذا الناصر لا يخلصهم عن بئر الهلاك التي وقعوا فيها، انتهى. فكأنه جعل المشبه به هيئة منتزعة على وتيرة قوله سبحانه تعالى: {كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} [يونس: ٢٤]، وهذا الوجه أظهر عندي في بيان معنى الحديث، واللَّه أعلم.

٤٩٠٥ - [١٣] (واثلة بن الأسقع) قوله: (ما العصبية) أي: العصبية المذمومة يعاب ويذم بها الرجل، وقد تعارفت في هذا المعنى.

٤٩٠٦ - [١٤] (سراقة بن مالك) قوله: (ابن جعشم) بضم الجيم والشين المعجمة بينهما عين مهملة.


(١) "مجمع بحار الأنوار" (٢/ ٣٢٢).
(٢) "النهاية" (٢/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>