للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٦٠ - [١٤] وَعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ متصدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ،

ــ

عن احتقار المسلم بأن التقوى أمر خفي مبطن، فلا ينبغي أن يحقر أحد بما يرى من هوان ظاهر حاله وذله، ويجوز أن يكون معناه محل التقوى القلب، فمن كان في قلبه التقوى فلا يحقر مسلمًا؛ لأن المتقي ليس من شأنه أن يحقر المسلم، ولا شك أن المعنى الأول أظهر وأنسب بسوق الكلام، وأما على المعنى الثاني فليس في ذكر الإشارة كثير فائدة، وقول الطيبي بأن القول الثاني أوجه والنظم له أدعى لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما شبه المسلم بالأخ للتنبيه على المساواة وأن لا يرى لنفسه على أحد من المسلمين فضلًا ومزية، وتحقيره إياه ينافي هذه الحالة، وينشأ منه قطع وصلة المحبة، محل نظر؛ لأنه يحصل هذا الغرض على الوجهين كما لا يخفى.

٤٩٦٠ - [١٤] (عياض بن حمار) قوله: (ذو سلطان) في (القاموس) (١): السلطان: الحجة، وقدرة الملك، وتضم لَامُه، والوالي، مؤنث، لأنه جمع سليط للدهن، كأنه به يُضيء الملك، أو لأنه بمعنى الحجة، وقد يذكَّر ذهابًا إلى معنى الرجل، وفي (الصراح) (٢): سلطان: قهرمان وحجت، يذكر ويؤنث.

وقوله: (مقسط) المقسط: العادل، والقاسط: الجائر، قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: ١٥]، ويقال: قسط يقسط من ضرب يضرب قسطًا بالفتح وقسوطًا: جار وعدل عن الحق، وأما القسط بالكسر فهو بمعنى العدل، من


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٦١٨).
(٢) "الصراح" (ص: ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>