قد يجيء اسمًا للحالة التي بين الاثنين، كقوله تعالى:{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا}[النساء: ٣٥] بإضافة الشقاق إليه، وفي ذات البين أيضًا جاء كذلك فغرف اللام، و (ذات البين) صفة لموصوف محذوف، أي: حالات وخصائل لها ملابسة وتعلق بالبين، وبهذه الملابسة قيل: هي ذات البين، أي: ثابتة بينكم، كالبغض والعدواة والحرب، وإصلاحها: إزالتها وتبديلها بأضدادها، وإضافة (ذات) إلى (البين) وتوصيف تلك الخصائل بها على وتيرة (ذات الصدور) لمضمراتها، وليست على نحو:(ذات مرة)، و (ذات يوم)؛ لأنه من إضافة المسمى إلى الاسم، بل هي على نحو:(ذو مال)، لكن الإضافة في (ذي مال) بمعنى اللام؛ لأن الموصوف صاحب المال ومالكه، وفيما نحن فيه بمعنى (في)، ويمكن جعلها بمعنى اللام لأدنى ملابسته مبالغة كأنها ملكت البين، وهو الأظهر فتأمل.
ويعلم معنى (الحالقة) في الحديث الآتي.
٥٠٣٩ - [١٣](الزبير) قوله: (دب إليكم) من الدبيب، وهو المشي على هينته، ومنه الدابة لكل ماش في الأرض.
وقوله:(هي الحالقة) ضمير المؤنث راجع إلى (البغضاء) كما في قوله تعالى: {يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا}[التوبة: ٣٤]، وقوله تعالى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ}[البقرة: ٤٥] لأن البغضاء أكثر تأثيرًا في ثلمة الدين وإن كانت