للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٥٤ - [٢] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: "إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمُ والأَنَاةُ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ١٧].

ــ

سئل عن عمر فقيل: كان كالطير الحذر الذي يرى أنه في كل طريق شركا يأخذه.

٥٠٥٤ - [٢] (ابن عباس) قوله: (لأشج عبد القيس) بالإضافة، وفى نسخة بالفتح على أنه غير منصرف، فيكون عبد القيس بدلًا منه على حذف مضاف، أي: وافد عبد القيس، كذا في بعض الحواشي، واسمه المنذر كان في وفد عبد القيس وقائدهم ورئيسهم، وعبد القيس قبيلته، روي أن الوفد لما وصلوا المدينة، بادروا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأقام الأشج عند رحالهم، فجمعها وعقل ناقته، ولبس أحسن ثيابه، ثم أقبل عليه، وروي: أن الوفد أسقطوا أنفسهم عن المراكب، وخروا على الأرض، وأظهروا من آثار الشوق والوجد، وأما الأشج فنزل واغتسل ولبس الثياب، ودخل المسجد وصلى الركعتين، ثم جاء في حضرته -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأحبه وأثنى عليه وقال: (إن فيك لخصلتين يحبهما اللَّه) ورسوله: (الحلم والأناة) وقد عرف معناهما، وفى (أسد الغابة) (١) في ترجمته: الحلم والحياء، وفي رواية ابن ماجه (٢) عن أبي سعيد (الحلم والتؤدة)، كذا في (جمع الجوامع) (٣) للسيوطي، والكل متقارب في المعنى، وأيضًا روي أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لهم: (تبايعون على أنفسكم وقومكم) فقال الأشج: يا رسول اللَّه! إنك لم تزاول الرجل عن شيء أشد من دينه، نبايعك على أنفسنا، وترسل أحدًا يدعوهم، فمن اتبعنا كان منا، ومن أبى قاتلناه، فوصفه بالحلم والعقل والتثبت والوقار، وعلى هذا يظهر المقابلة بين الحلم والأناة بلا تكلف.


(١) "أسد الغابة" (١/ ٢٤٧).
(٢) أخرجه ابن ماجه في "سننه" (٤١٨٧).
(٣) "جمع الجوامع أو الجامع الكبير" للسيوطي (١/ ٢٦٦٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>