يرافقها ويتبعها ويذهب معها حيث ذهبت، ولم يكبح عنانها عن التكبر والتجبّر، ولم يصرفه.
وقوله:(فيصيبه ما أصابهم)(١) من الآفات والبلايا في الدنيا، والعقاب في الآخرة.
٥١١٢ - [٩](عمرو بن شعيب) قوله: (يحشر المتكبرون أمثال الذر يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذلّ من كل مكان) اختلفوا في معنى هذا الحديث، فمنهم من أوله وقال: المراد بحشرهم أمثال الذر كونهم أذلاء، ويطؤهم الناس بأرجلهم، بدليل أن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء، حتى ورد في الحديث:(إنهم يحشرون غرلًا)، يعاد منهم ما انفصل عنهم من القلفة، ولهذا قال:(في صورة الرجال)، ووصفهم بقوله:(يغشاهم الذل من كل مكان)، وهو قرينة المجاز، ومنهم من حمله على ظاهره، وحديث:(الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء) لا ينافيه؛ لأنه قادر على إعادة تلك الأجزاء الأصلية في مثل الذر، ومعنى قوله:(في صورة الرجال) أن صورهم صور الإنسان وجثتهم كجثة الذر في الصغر، وأما قوله:(يغشاهم الذل من كل مكان) فلا دلالة فيه على إرادة المجاز كما لا يخفى.