للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِئْسَ الْعَبْدُ عَبدٌ عَتَى وَطَغَى وَنَسِيَ الْمُبْتَدَأَ وَالْمُنْتَهَى، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْد يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ،

ــ

وقوله: (عتى وطغى) في (الصحاح) (١): العتي بالضم والكسر: التجاوز عن الحد، أصله عتو، فأبدلوا إحدى الضمتين كسرة فانقلبت الواو ياء فصار عُتيًّا، ثم أتبعوا الكسرة [الكسرة] فصار عِتيًّا، وفي (القاموس) (٢): عَتَا عِتيًّا وعُتوًّا: استكبر وجاوز الحد، انتهى.

فالاستكبار فيه بمعنى التجاوز عن الحد، وفي المختال من الخيلاء، وفي التجبر من القهر والغلبة، فالثلاثة وإن كانت مشتركة في معنى الكبر لكن بينها فرق بالاعتبار، فلا تكرار، فافهم.

وطَغِيَ طغيانًا بالضم والكسر: جاوز القدر، وارتفع، وغلا في الكفر، وأسرف في المعاصي والظلم، وفي (الصراح) (٣): طغيان وطغوان بالفتح: از حد در كَذشتن.

وقوله: (ونسي المبتدأ والمنتهى) أي: نسي مِمّ خلق، وإلام يؤول حاله.

وقوله: (يختل الدنيا بالدين) أي: يخدعها ويطلبها بعمل الدين، أي: يرائي بالورع والتقوى ليحصل الدنيا، فكأنه يخدع الدنيا ويراودها ليجرها ويدعوها إلى نفسه، وفي الحقيقة يخدع أهل الدنيا لتحصيلها، ختله يختله من ضرب، ونصر، ختلًا وختلانًا: خدعه، والذئب الصيد: تخفَّى له، فهو خاتل وختول، كذا في (القاموس) (٤).


(١) "الصحاح" (١/ ٤٤٥).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١٢٠٢).
(٣) "الصراح" (ص: ٥٧٢).
(٤) "القاموس المحيط" (ص: ٩١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>