للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٢٤ - [٢] وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِم حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ" ثم قَرَأ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} الآيَة [هود: ١٠٢]. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٤٦٨٦، م: ٢٥٨٣].

٥١٢٥ - [٣] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ: "لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ"، ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ، وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى اجْتَازَ الْوَادِيَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٤٤١٩، م: ٢٩٨٠].

ــ

[الأنعام: ٦٣]، ثم جمع الظلمات إما لأن المراد بالظلم الجنس أو بالنسبة إلى المواد، فالظلم لكل ظالم ظلمة، أو لكل واحد ظلمات؛ لشدة هذه الشنيعة، أو لأن الظلمة لما كانت تسعى بين أيديهم وبأيمانهم جعلت كأنها متعددة، فافهم.

٥١٢٤ - [٢] (أبو موسى) قوله: (لم يفلته) من الإفلات، أي: لم يتركه ولم يخلصه، من أفلتت الدابة: إذا نفرت.

٥١٢٥ - [٣] (ابن عمر) قوله: (لما مر بالحجر) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم -وقيل: وبكسرها-: اسم لأرض ثمود قوم صالح [عليه السلام]، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} [الحجر: ٨٠].

وقوله: (إلا أن تكونوا باكين) أي: معتبرين ومتذكرين لحالهم، وهو مفض إلى البكاء.

وقوله: (ثم قنع رأسه) التقنع: أخذ القناع على الرأس وستره بالطيلسان، والحمل على المجاز؛ بأن يكون مبالغة، أي: أطرق فلم يلتفت يمينًا وشمالًا مما لا يدعو إليه دليل، اللهم إلا أن يدعى أن هذه العبارة متعارفة في هذا المعنى، واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>