للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِن اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٢٨٨٧].

٥١٦٢ - [٨] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا"، فَقَالَ رجلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ حَتَّى ظَننَّا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَسَحَ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ وَقَالَ: . . . . .

ــ

وقوله: (إن استأذن) أي: الناس في دخوله عليهم وجلوسه مجلسهم (لم يؤذن له) لحقارته في أعين أهل الظاهر، وهو مقرب حضرة اللَّه ومعزز عنده، (وإن شفع) الناس في أمر (لم يشفع) لم تقبل شفاعته؛ لعدم مبالاة الناس به، وهو بحيث لو أقسم على اللَّه لأبره.

٥١٦٢ - [٨] (أبو سعيد الخدري) قوله: (أو يأتي الخير بالشر؟ ) الباء للتعدية، أي: حصول المال بالغنائم لنا خير، وهل يكون ذلك الخير سببًا للشر وترك الطاعة؟

وقوله: (فمسح عنه الرحضاء) بضم الراء وفتح الحاء المهملة والضاد المعجمة ممدودًا، كذا في (مشارق الأنوار) (١)، وفي (القاموس) (٢): هي عرق إثر الحمى، أو عرق يغسل الجلد كثرة، وقد رحض المحموم كعني، والرحاض بالضم اسم منه، وفي (النهاية) (٣): الرحض الغسل، وفي حديث أواني المشركين: (إن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء)، والرحيض: الثوب المغسول، والرحضاء: هو عرق يغسل الجلد لكثرته، وكثيرًا ما يستعمل في عرق الحمى والمرض.


(١) "مشارق الأنوار" (١/ ٤٥٥).
(٢) "القاموس" (ص: ٥٩٣).
(٣) "النهاية في غريب الحديث والأثر" (٢/ ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>