للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٧٢ - [١٨] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِنْ لَا تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَكَ شُغُلًا وَلَمْ أسُدَّ فَقْرَكَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْن مَاجَهْ. [حم: ٢/ ٣٥٨، جه: ٤١٠٧].

٥١٧٣ - [١٩] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعِبَادَةٍ وَاجْتِهَادٍ، وَذُكِرَ آخَرُ بِرِعَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تَعْدِلْ بِالرِّعَةِ"، يَعْنِي الْوَرَعَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: ٢٥١٩].

ــ

وبكسرتين وككتف، ولعل المراد به القهقهة، والعلة الغفلة؛ فإن حياة القلب في ذكر اللَّه.

٥١٧٢ - [١٨] (وعنه) قوله: (أملأ صدرك) أي: باطنك بالرضا عني فأغنيك عن الناس.

وقوله: (ملأت يدك) أي: ظاهرك بالمال وتشتغل، وكنت مشتغلًا به فقيرًا إليه، فالغنى إنما هو بالقلب لا بالمال، وذلك ثمرة القصد والتقوى، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} الآية [الطلاق: ٢].

٥١٧٣ - [١٩] (جابر) قوله: (برعة): (الرعة) بكسر الراء وفتح العين: الورع والتقوى، مصدر ورع يرع، من باب ضرب يضرب، كالعدة من وعد يعد.

وقوله: (لا تعدل) يروى على وجهين: بلفظ نهي المخاطب المعلوم، وفي بعض نسخ (المصابيح): (لا تعدل بالرعة شيئًا)، ونفي المضارع المجهول المذكر.

والتقوى والورع أعلاهما الاقتصار على الضرورة، وهي لقمة يسد بها الجوع، وخرقة يستر بها العورة، وحفرة ينفي بها الحر والبرد، وذلك لأخص الخواص، ثم الاقتصار على المباح وذلك للخواص، ثم الكف عن المحارم مع ارتكاب الشبهات،

<<  <  ج: ص:  >  >>