للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ،

ــ

(القاموس) (١): الفند بالتحريك: الخَرَفُ، وإنكار العقل لهرمٍ أو مرض، والخطأ في القول والرأي، والكذب كالإفناد، ولا تقل: عجوز مفندة؛ لأنها لم تكن ذات رأي أبدًا، وفنَّده تفنيدًا: كذّبه، وعجَّزه، وخطَّأ رأيه، كأفنده، وفي (الصراح) (٢): فند: دروغ وسست رأي، إفناد: دروغ كَفتن وخرف شدن، انتهى.

والظاهر أن المراد في الحديث معنى الخرافة وضعف الرأي، فلا حاجة إلى اعتبار تشبيههم بالكاذب، كما نقل الطيبي (٣): قالوا للشيخ إذا هرم: قد أفند؛ لأنه يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنن الصحة، فشبه بالكاذب في تحريفه، وكذا قوله: الفند في الأصل: الكذب، وأفند: تكلم بالفند، ليس على ما ينبغي، فافهم.

وقوله: (أو موتًا مجهزًا) بالتخفيف أيضًا، في (القاموس) (٤): جهز على الجريح، كمنع، وأجهز: أثبت قتله، وأسرعه، وتمّم عليه، وموت مُجْهِز وجهيز: سريع، وفرس جهيز، وفي (الصراح) (٥): إجهاز خسته را كشتن، يقال: أجهزه وعليه، فرس جهيز: أسب سخت دونده، والمراد الموت بغتة بحيث لا يقدر على التوبة.

وقوله: (أو الدجال) أي: أو ما ينتظر إلا الدجال، لما ذكر -صلى اللَّه عليه وسلم- الشواغل المانعة عن العبادة والثبات على الإسلام، وذكر منها الأحوال من الغنى والفقر، والمرض والموت، ذكر الدجال الذي يكون في آخر الزمان؛ فإنه أيضًا بلاء شاغل مزلزل للإنسان


(١) "القاموس" (ص: ٢٩٢).
(٢) "الصراح" (ص: ١٤٢).
(٣) "شرح الطيبي" (٩/ ٢٩٩).
(٤) "القاموس" (ص: ٤٧٠).
(٥) "الصراح" (ص: ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>