للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ -أَوْ تُنْصَرُونَ- بِضُعَفَائِكُمْ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٢٥٩٤].

ــ

حقوقهم وجبر قلويهم تجدوني عندهم؛ فإني معهم بالقلب كما في الحديث القدسي: (أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي)، أو اطلبوا رضائي في رضاء ضعفائكم، وقد ذكر الشارحون أن (ابغوني) بهمزة وصلٍ كـ (ارم) وقطعٍ كـ (أعل)، أما الوصل فقد عرفت معناه، وأما القطع فلا يخلو عن خفاء، فإن الإبغاء الحمل على المطلب والإعانة على الطلب، قال في (الصراح) (١): ابغاء بر طلب داشتن وياري كردن در طلب، وبمعنى الطلب له، في (القاموس) (٢): أبغاه الشيء: طلبه له أو أعانه على طلبه، انتهى.

وقال الكرماني: أبغيتك الشيء: أعنتك على طلبه، وقد تفسر بمعنى الإعطاء في حديث أبغني خبيبًا، أي: أعطني، كذا في (مجمع البحار) (٣)، وقد ضبطوا بهمزة الوصل والقطع في حديث (أبغني أحجارًا)، فالوصل بمعنى اطلب لي بحذف الصلة، والقطع بمعنى أعن على المطلب، وروي أبغ لي، وأما فيما نحن فيه فلا يخلو عن شيء، إذ بهذا المعنى يجيء متعديًا إلى مفعولين كما ذكرنا، وأيضًا لا يظهر معنى احملوني على المطلب، أو أعينوني على المطلب، أو أعطوني في ضعفائكم أن يكون المفعول الثاني محذوفًا، أي: ابغوني الحق في ضعفائكم، أي: احملوني على طلب الحق، أو أعينوني عليه، أو أعطونيه، ولا يخلو عن شيء، فتدبر، واللَّه أعلم.

وقوله: (فإنما ترزقون أو تنصرون) كلمة (أو) للشك أو للتنويع، أو (أو) بمعنى الواو، وهذا أنسب بحديث مصعب بن سعد، كذا في بعض الحواشي.


(١) "الصراح" (ص: ٥٤٤).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١١٣٧).
(٣) "مجمع بحار الأنوار" (٩/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>