للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٦٩ - [٢] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خُطُوطًا فَقَالَ: "هَذَا الأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الأَقْرَبُ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٦٤١٨].

٥٢٧٠ - [٣] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٤٢١، م: ١٠٤٧].

ــ

لولا أملهم وطوله لما صنفوا واجتهدوا في تحصيل الكتب ونحوها، ولا حاجة إلى هذا الاستثناء؛ لأن المذموم طول الأمل على سبيل الجزم والاعتقاد، وأما بطريق الظن والاحتمال فلا، إذ الأمر محتمل لا يجزم بوجوده ولا بعدمه، والمقصود أن هذا الظن والعمل بهذا الاحتمال والاعتماد عليه مستحسن منهم، لكون عملهم حسنًا ومقصدهم صحيحًا بخلاف غيرهم من الناس، فتدبر.

فإن قيل: ذكر في الحديث الثاني خطوطًا في مجمله وذكر اثنين في مفصله؟

قلت: فيه اختصار بعدم ذكر الخط الآخر الذي هو الإنسان، والخطوط الأخر التي هي الآفات، و (هذا الأمل) إشارة إلى الخط الأطول الخارج.

٥٢٦٩ - [٢] (أنس) قوله: (وهذا أجله) إشارة إلى الخط الأقرب من بين الخطوط إلى الإنسان الذي به هلاكه وموته، وكذلك لم يذكر الخط المربع المحيط.

هذا والأظهر أن محمل هذا الحديث ما يجيء في حديث أبي سعيد في (الفصل الثاني).

٥٢٧٠ - [٣] (وعنه) قوله: (ويشب منه اثنان) وإنما لم تنكسر هاتان الخصلتان؛ لأن الإنسان مجبول على حب الشهوات، كما قال اللَّه سبحانه: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ

<<  <  ج: ص:  >  >>