٥٣٢٥ - [١٢](أبو هريرة) قوله: (إن لكل شيء شرة) الشرة بكسر الشين وتشديد الراء آخره تاء: الحرص والنشاط، وشرة الشباب: نشاطه، ذكروه في باب الراء في مادة الشر ضد الخير، وأما الشره بفتحتين والهاء فهو بمعنى شدة الحرص، ذكروه في باب الهاء، و (الفترة) بفتح فاء وسكون تاء: الضعف والانكسار، فتر يفتر ويفتر فتورًا وفتارًا: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة، ومادته للضعف والسكون، والمراد بالشرة هنا: جانب الإفراط وبالفترة: التفريط، فلكل من الأعمال والأخلاق طرفين: الإفراط والتفريط، والمحمود هو التوسط كما بُيِّن في موضعه، وأشار إلى التوسط والاقتصار بقوله:(فإن صاحبها سدد)، و (إن) شرطية والفعل مقدر بعدها على وتيرة: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}[التوبة: ٦]، أي: سلك طريق السداد والصواب، و (قارب) أي: لم يبعد ولم يذهب إلى أحد الجانبين، (فارجوه) أي: ارجوا فوزه وفلاحه.
(وإن أشير إليه بالأصابع) بأن سلك طريق الإفراط، فلا تعدوه من الفائزين، هكذا ذكر الطيبي (١)، ويمكن أن تجعل الإشارة بالأصابع شاملةً لكل من طرفي الإفراط والتفريط؛ فإن الاشتهار كما يكون بالذهاب والإغراق في جانب الإفراط كذلك يكون في جانب التفريط، ولعله إنما خصه بجانب الإفراط؛ لأن عدم العد من الفائزين في جانب التفريط أظهر من أن يذكر، وإنما يحتاج ذكره في جانب الإفراط لأنه قد يتوهم