للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٦٩ - [١٠] وَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا"، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُم يَوْمئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِن غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ"، قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ". [د: ٤٢٩٧، دلائل: ٦/ ٥٣٤].

ــ

٥٣٦٩ - [١٠] (ثوبان) قوله: (أن تداعى عليكم) أصله تتداعى، وأراد بالأمم فرق الكفر والضلالة، وفي رواية: (تداعت)، أي: اجتمعوا ودعا بعضهم بعضًا لمقابلتكم وكسر شوكتكم، يقال: تداعوا عليه، أي: اجتمعوا، وتداعى العدو: أقبل، كما تتداعى الجماعة الأكلة بعضهم بعضًا إلى قصعتها التي يأكلون منها.

وقوله: (فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ ) كأنه قال على طريق الاستفهام، أي: ذلك من قلة نحن عليها يومئذ؟ ويحتمل أن يكون (من) بمعنى (في)، فيكون خبرًا لـ (نحن)، و (يومئذ) متعلق بالخبر.

وقوله: (ولكنكم غثاء) الغثاء ممدودًا كغراب وزنًا: الزبد، والبالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل.

وقوله: (وما الوهن؟ ) أي: ما سبب الوهن؟ (قال: حب الدنيا وكراهية الموت) فإنه إذا أحب حياة الدنيا وكره الموت لم يتشجع على الجهاد والمقاتلة مع الكفار.

<<  <  ج: ص:  >  >>