للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٨٩ - [١١] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ"، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٨٥، م: ١٥٧].

٥٣٩٠ - [١٢] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ؟ وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ؟ " فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٩٠٨].

ــ

٥٣٨٩ - [١١] (وعنه) قوله: (يتقارب الزمان) قد يراد به اقتراب الساعة، وقد يراد تقارب أهل الزمان بعضهم من بعض في الشر والفتنة، أو تقارب الزمان في نفسه حتى يشبه أوله آخره، أو قصر أعمار أهله، أو قصر مدة الأيام والليالي حتى تكون السنة كالشهر والشهر كالأسبوع، أو تسارع الدول إلى الانقضاء فتتقارب أزمنتها، وقد ذكرنا في (كتاب الرؤيا) في شرح صدق الرؤيا عند اقتراب الزمان وجوهًا أخر، والحق أن هذا اللفظ له معاني متعددة بعضها أنسب بحديث الرؤيا، وبعضها بهذا الحديث، فتدبر.

وقوله: (ويقبض العلم) أي: يقبض العلماء كما جاء في الحديث.

وقوله: (ويلقى الشح) المراد به غلبته وعمومه على طوائف الناس وإطاعتهم له، كالغني يبخل بماله، والعالم بعلمه، والصانع بصنعه، وإلا فوجود أصل الشح من طبيعة الإنسان.

و(الهرج) بفتح الهاء وسكون الراء: الفتنة والاختلاط، فتفسيره بالقتل لأنه سببه.

٥٣٩٠ - [١٢] (وعنه) قوله: (القاتل والمقتول في النار) وإنما كان المقتول في النار لكونه حريصًا عازمًا على قتل صاحبه، وهذا إذا كان يقاتل من غير شبهة

<<  <  ج: ص:  >  >>