إليها، وكمن يحارب المسلمين. وقوله:(يبلغ) صفة (قائد)، و (من معه) فاعل (يبلغ)، و (ثلاث مئة) مفعوله، والمراد تابعوه، ومعنى التقييد بهذا الوصف كما يظهر الآن أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكر من قواد الفتنة من تكون فتنته شائعة في هذا العدد أو أزيد منه، فإنها إذا بلغت إليه شاعت وانتشرت، وعاد ضررها إلى الناس، بخلاف ما لو كانت في أقل من هذا العدد فلم يذكرها ولم يعتبر [ها]، واللَّه أعلم.
٥٣٩٤ - [١٦](ثوبان) قوله: (وإذا وضع السيف في أمتي. . . إلخ)، أي: إذا ظهرت الحرب بين أمتي تبقى إلى يوم القيامة، وبقاؤها إلى يوم القيامة مرتب على وجود الأئمة المضلين وشرهم، فظهر الربط بين الجملتين، وترتبت الثانية على الأولى، هذا ما ذكروه، والظاهر أنهما إخباران مستعملان على انفرادهما، وأول وضع السيف فيما بينهم وقعة قتل عثمان -رضي اللَّه عنه-، ثم لم تزل المحاربة إلى يوم القيامة.
٥٣٩٥ - [١٧](سفينة) قوله: (وعن سفينة) هو سفينة مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل: مولى أم سلمة، وقوله:(الخلافة ثلاثون سنة) أي: الخلافة الكاملة المرضية الموافقة للسنة للذين استحقوا إطلاق هذا الاسم عليهم حقًّا، ومن بعدهم ملوك وأمراء