(فإن كان للَّه في الأرض خليفة) أي: أمير وحاكم فأطعه، وإن جلد ظهرك وأخذ مالك أي: ظلمك في نفسك ومالك، (والا) أي: وإن لم يكن خليفة وأمير فاعتزل ومت على ذلك.
وقوله:(وأنت عاض على جذل شجرة) قد أمضينا الكلام فيه في (الفصل الأول)، وقيل:(وإلا) أي: لم تطعه (فمت) أمر في معنى الخبر، وفي بعض النسخ:(قمت) من القيام، خبر بمعنى الأمر على الوجهين؛ أي: اذهب واخرج من بينهم، و (الجذل) بالكسر: أصل الشجر وغيرها بعد ذهاب الفرع، وما عظم من أصول الشجر، وأما، على مثال شماريخ النخل من العيدان، ويفتح فيهن.
وقوله:(ثم يخرج الدجال) سمي به لتمويهه وتلبيسه وكذبه، والدجل: الكذب والتمويه، وسيجيء وجوه أخر في تسميته بذلك في (باب أشراط الساعة) إن شاء اللَّه تعالى.
وقوله:(معه نهر ونار) الظاهر أنهما على الحقيقة، ويحتمل أن يراد أن معه لطفًا وقهرًا ووعدًا ووعيدًا، (فمن وقع في ناره) أي: خالفه طمعًا في ثواب اللَّه وأجره حتى يلقيه في ناره، ويدخله في معرض قهره، وجب أجره على اللَّه؛ جزاء على صبره وثباته على دينه، (ومن وقع في نهره) أي: أطاعه ووافقه طمعًا في الدنيا وحبًّا لحياتها.