للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَرَّبَهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا؟ قَالَ: "رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّي حَقَّهَا وَيَعْبُدُ رَبَّهُ، وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخَوِّفُونَهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: ٢١٧٧].

٥٤٠١ - [٢٣] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سَتَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ، قَتْلَاهَا فِي النَّارِ،

ــ

وقوله: (فقربها) أي: جعلها قريبًا وقوعها، وقال الطيبي (١): أي وصفها وصفًا بليغًا، فإن من وصف شيئًا عند أحد وصفًا بليغًا فكأنه قربه إليه، انتهى.

لعله أراد أنه وصفها وصفًا بليغًا اتضح عنده وحضر في ذهنه فتخيله واقعًا، ويمكن أن يكون المراد تقريبها إلى أذهانهم وخيالاتهم، واللَّه أعلم.

وقوله: (يخيف العدو) من الإخافة، والمراد بالعدو الكفار، أي: هرب من الفتنة وقتال المسلمين وقصد ثغرًا من الثغور يقاتل فيه الكفار، فيبقى سالمًا منها غانمًا.

٥٤٠١ - [٢٣] (عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (تستنظف العرب) أي: تستوعبهم وتصل إلى جميعهم، يقال: استنظف الوالي ما عليه من الخراج: استوفى، واستنظف الشيء: أخذه كله.

وقوله: (قتلاها) جمع قتيل كمرضى جمع مريض، والظاهر من اللفظ يشمل الفريقين، وإنما يكون كذلك إذا كان قصدهم بالمقاتلة الطمع في الملك والمال لا إعلاء الدين، أما إذا كان أحدهما محقًّا والآخر مبطلًا من غير شبهة وتأويل، فالآخر هو الذي قتلاه في النار، وإذا كان بشبهة وتأويل، واجتهاد، ولو كان مخطئًا، فليس أحد


(١) "شرح الطيبي" (١٠/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>