لعلها تخرج أولًا وتبقى حتى تقوم الساعة، ثم تسوق أهل الشقاوة إلى المحشر وإلى النار.
وقوله:(من قعر عدن) بالتحريك: مدينة معروفة باليمن، كان التبع يحبس فيه أصحاب الجرائم، من عدن بالبلد من باب ضرب ونصر، عدنا وعدونا: أقام، ومنه {جَنَّاتِ عَدْنٍ}، ويقال له: عدن أبين، أضيف إلى أبين على وزن أبيض، اسم رجل من حمير أقام بها، وقعر كل شيء: أقصاه، وقعر البئر: عمقه، ثم قيل: إنه قد جاء في (صحيح البخاري): (إن أول الأشراط نار تخرج من المشرق إلى المغرب) فكيف تكون آخر الآيات؟ وأجابوا بأن اخريتها بالنسبة إلى ما ذكر من الآيات، وأوليتها باعتبار أنها أول الآيات التي لا يبقى بعدها شيء من أمور الدنيا أصلًا، بل يقع بانتهائها النفخ في الصور، بخلاف ما ذكر معها، فإنه يبقى مع كل آية منها أشياء من أمور الدنيا.
وحاصله ما قال الطيبي (١): إن بعض الآيات أمارات لقرب قيام الساعة، وبعضها دالة على حصولها وقيامها، فيمكن أن تكون النار آخرًا بالنسبة إلى القسم الأول، وأولًا بالنسبة إلى الثاني، كذا قالوا، وفيه نظر؛ لأن طلوع الشمس من مغربها كما يجيء في الحديث عدّ أولًا، ولا شك أنه ليس من القسم الأول؛ لأن الدخان والدجال قبله، فيكون من الثاني، وكيف يكون الشيئان أول؛ فالأوجه أن يقال: إن الأولية والآخرية إضافيتان، فيمكن أن يكون شيء أولًا بالنسبة إلى بعض، وآخرًا بالنسبة إلى آخر، فلا