للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥١٤ - [٦] وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ (١) النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لَا تَعْجِزَ أُمَّتِي عِنْدَ رَبِّهَا أَنْ يُؤَخِّرَهُمْ نِصْفَ يَوْمٍ". قِيلَ لِسَعْدٍ: وَكَمْ نِصْفُ يَوْمٍ؟ قَالَ: خَمْسُ مِئَةِ سَنَةٍ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٤٣٥٠].

ــ

٥٥١٤ - [٦] (سعد بن أبي وقاص) قوله: (إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها) عدم العجز هنا كناية عن التمكن من القربة والمكانة عند اللَّه، والمعنى أني لأرجو أن يكون لأمتي مكانة ومنزلة عند اللَّه أن يمهلهم إلى مدة خمس مئة سنة بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى الساعة، ويحتمل أن يكون يعجز بضم ياء وكسر جيم، أي: لا يفوتهم تأخير ربها إياهم، فـ (أمتي) مفعول، و (أن يؤخرهم) فاعل، كذا في (مجمع البحار) (٢)، نقلا عن (المقاصد) شرح صحيح البخاري، وقيل: المراد تأخيرهم في الدنيا سالمين من العقوبات والشدائد والذلة.

واعلم أنه قد ذكر السيوطي في رسالته المسماة بـ (الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف) أنه قد أفتى بعض العلماء في زماننا أنه يقع في المئة العاشرة خروج المهدي والدجال ونزول عيسى عليه السلام وسائر الأشراط فاستبعدت ذلك ورددت عليه، وقلت: الذي دلت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة، ولا تبلغ الزيادة عليها خمس مئة سنة، وأنه إن تأخر الدجال على رأس ألف إلى مئة أخرى كانت المدة أكثر، ولا يمكن أن تكون المدة ألفًا وخمس مئة سنة أصلًا، انتهى، والحق أنه شيء فهموه من الأخبار والآثار التي بلغت إليهم على ما بلغ إلى أفهامهم بعد أن تكون الأخبار صحيحة، والحق أنه مبهم، ولا يمكن تعيينه، واللَّه أعلم بحقيقة الحال.


(١) في نسخة: "أن النبي".
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٥٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>