للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى قَالَ: "فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: فَإِنِّي قَدْ أَنْسَاكَ كَمَا نسَيتَنِي، ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مثل ذَلِك، فَيَقُول: يَا رَبِّ! آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ، وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ،

ــ

أحرف كمروان، وقيل: ترخيم، والرواية بالفتح والضم ثابتة، وحذف النون للترخيم والألف بسكونها، وفيه ما فيه.

وقوله: (وأسودك) أي: أجعلك سيدًا، و (أذرك) أي: أدعك، (ترأس) تصير رئيس القوم، (وتربع) أي: تأخذ الربع، وكان رئيس القوم في الجاهلية يأخذ ربع الغنيمة.

وقوله: (ملاقي) بالتشديد بإدغام الياء المحذوفة العائدة بحذف التنوين في ياء المتكلم.

وقوله: (فإني قد أنساك) في الجزاء (كما نسيتني) في الشكر، ونسبة النسيان إلى اللَّه سبحانه إما على المجاز عن الترك أو بطريق المشاكلة، وفي نسبة النسيان إلى العبد تغليب؛ لأنه قد يكون بطريق التعمد والتكبر أيضًا، فافهم.

وقوله: (فذكر مثله) أي: ذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مثل ما ذكر في الأول من سؤال اللَّه وجواب العبد، ويحتمل أن المعنى فذكر اللَّه تعالى، أي: سأله مثل ما سأل الأول، وجواب العبد مطوي الذكر، لكن الوجه هو الأول، والظاهر على الثاني: فيذكر أو فيقول، كما ذكر من قوله: (فيقول له) أي: اللَّه للعبد (مثل ذلك) أي: السؤال، غير أن جواب العبد هنا على خلاف الأولين، فهنا ادعى العبد الشكر فكذب ورد عليه، وفيهما

<<  <  ج: ص:  >  >>