للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ: لَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ قِبَلِ أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [ت: ٢٤٢٥].

٥٥٥٨ - [١٠] وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبَي مُوسَى.

ــ

وقوله: (من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة) وُلِد الحسن البصري لسنتين بقيتا من خلافة عمر -رضي اللَّه عنه-، وتوفي في مستهل رجب من سنة عشر ومئة، وكان عمره ثمان وثمانين سنة، وتوفي أبو هريرة سنة سبع، وقيل: ثمان، وقيل: تسع وخمسين سنة، وهو ابن ثمان وسبعين، فلا شك أن صحبته معه وسماعه منه ممكن، ولكن ثبوت السماع شيء آخر، فلعله لم يثبت عند أهل الأخبار، كما أنهم لم يثبتوا سماع الحسن عن علي -رضي اللَّه عنه- مع وجود إمكانه (١)، وكما أن إمكان صحبة أبي حنيفة مع الصحابة ممكن لوجود عدة نفر منهم في زمانه مع أن الشافعية يقولون: لم يثبت ذلك عند أهل العلم بالأخبار، وذلك ليس ببعيد، واللَّه أعلم.

وروي أن الحسن البصري كان يقول: حدثنا أبو هريرة، ويأول أهل المدينة كما كان يقول: خطبنا ابن عباس بالبصرة، ويريد: أهلها، مع أنه لم يسمع منها (٢)، هذا وقد قال الشيخ الجزري في (تصحيح المصابيح): إن البخاري أخرج في (صحيحه) للحسن عن أبي هريرة ثلاثة أحاديث وبيّنها، وقال: وأما مسلم فلم يخرج للحسن عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- شيئًا، كذا قال بعض شارحي (المشكاة) (٣).


(١) وفي "جامع الأصول" (١٢/ ٣٠٨): قيل: إن الحسن البصري لقي [عليًّا] بالمدينة، وأما بالبصرة فإن رؤيته إياه لم تصح، لأنه كان في وادي القرى متوجهًا نحو البصرة حين قدم علي بن أبي طالب [البصرة].
(٢) وتوفي ابن عباس سنة ثمان وستين بالطائف.
(٣) وهو ميرك شاه رحمة اللَّه عليه. وانظر: "مرقاة المفاتيح" (٨/ ٣٥٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>