للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا يَصْرِيْنِي مِنْكَ؟ أَيُرْضِيكَ أَن أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا. قَالَ: أَيْ رَبِّ! أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ " فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَلا تَسْأَلُونيّ مِمَّ أَضْحَكُ؟ فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-. فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ حِيْنَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَدِيْرٌ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ١٨٧].

٥٥٨٣ - [١٨] وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ: "فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ! مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟ " إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَزَادَ فِيهِ: . . . . .

ــ

وقوله: (ما يصريني منك؟ ) في (المشارق) (١): بفتح الياء وسكون الصاد، وكذا الرواية، أي: من يقطعني، والصري: القطع، وقال الحربي: إنما هو (يصريك عني) أي: يقطعك عن مسألتي، انتهى، وقد تحمل الرواية الأولى على القلب؛ لأن الرواية صحيحة فلا بد من تأويلها، وفي (القاموس) (٢): صراه يصريه: قطعه، ودفعه، ومنعه، وحفظه، وكفاه، ووقاه، وكل هذه المعاني تؤيد الرواية الثانية، واللَّه أعلم.

وقوله: (أتستهزئ مني) كلام وقع من غاية الفرح والسرور، فنزل لشأنه من شدة الفرح، كما أخطأ في القول من ضلت راحلته بأرض فلاة عليها طعامه وشرابه، فأيس منها ثم بعد أن وجدها قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.

وقوله: (ولكني على ما أشاء قدير) أي: نعم لستَ أهلًا لذلك، ولكني. . . إلخ.

٥٥٨٣ - [١٨] (أبو سعيد) قوله: . . . . .


(١) "مشارق الأنوار" (٢/ ٤٣).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ١١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>