للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. [خ: ٢٧٩٦].

ــ

صلاة الغداة وطلوع الشمس، وكذلك الروحة: المرة من الرواح، وهو العشي أو من الزوال إلى الليل، رحنا رواحا وتروحنا: سرنا فيه أو عملنا، والتخصيص بالغدوة والروحة على سبيل العادة، والمراد وقت وساعة مطلقًا لا مقيدًا بالغدوة والرواح، و (في سبيل اللَّه) أعم من الجهاد، ويشمل كل ما يبتغى لوجه اللَّه تعالى كالحج، وطلب العلم، والرزق الحلال للعيال.

وقوله: (خير من الدنيا) أي: إنفاقها في سبيل اللَّه لو ملكها أو من نفسها لو ملكها وتصور تعميرها لأنه زائل لا محالة.

وقوله: (ولو أن امرأة. . . إلخ)، لما كان لثواب الغدوة والروحة في سبيل اللَّه الجنة ذكر من نعيمها شيئًا.

وقوله: (لأضاءت ما بينهما) أي: بين الأرض والجنة أو بين المشرق والمغرب، والظاهر أن (أضاءت) هنا استعمل متعديًا، والضمير لـ (امرأة) كما في قوله: (ولملأت ما بينهما ريحًا)، ويحتمل أن يكون لازمًا، و (ما بينهما) فاعل، والتأنيث باعتبار أن (ما) عبارة عن الأمكنة كما ذكر في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} [البقرة: ١٧].

وقوله: (ولنصيفها على رأسها) في (القاموس) (١): النصيف كأمير: الخمار والعمامة، وكل ما غطى الرأس، ومن البُرْد: ما له لونان.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٧٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>