للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ رِجْلَهُ تَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ، فَهُنَالِكَ (١) تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا". . . . .

ــ

أصحاب الدرجات العلى، وقيل: معنى الضعيف: الخاضع للَّه المذل نفسه له، المتواضع للخلق.

وقوله: (إنما أنت رحمتي) بلفظ خطاب المؤنث، أي: محلها ومكانها، وقد سميت الجنة رحمة في قوله تعالى: {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ} [آل عمران: ١٠٧]، وهذا إفحام وإسكات لهما بأن ذلك من مشيئتي وفي اختياري أفعل ما أشاء، جعلت إحداكما رحمة للضعفاء والمساكين، والأخرى عذابًا للجبابرة والمتكبرين، أفعل ما أشاء، ولا علة لفعلي.

وقوله: (حتى يضع اللَّه رجله) هذا من المتشابهات كاليد والأصبع والعين والوجه، وقد علم حكمها إما الوقف وإما التأويل.

وقوله: (قط قط قط) مكرر ثلاثًا، وهو بسكون الطاء بمعنى حسب، وقد يلحقها نون الوقاية، وقد تكسر الطاء منونة وغير منونة، وقد يدخلها الفاء، وأما بضم الطاء مشددة، فهو الذي يكون للنفي في الماضي.

وقوله: (ويزوى) على صيغة المجهول، أي: يضم ويجمع فتضيق.

وقوله: (ينشئ لها خلقًا) أي: لم يعملوا عملًا، وهذا فضل من اللَّه لا يدخل


(١) في نسخة: "فهناك".

<<  <  ج: ص:  >  >>