وقوله:(إلى الحمرة) أي: مائلًا إلى الحمرة والبياض. و (السبط) المنبسط المترسل، وفي وصفه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (ليس بالسبط ولا بالجعد القطط)، فالقطط: الشديد الجعودة، وقال النووي (١): (السبط) بكسر السين وفتحها مع سكون باء وكسرها وفتحها، ويجيء إن شاء اللَّه تعالى هذه الألفاظ بالتفصيل في شمائله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو موضعه.
وقوله:(في آيات أراهن اللَّه إياه) قيل: هو من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أي: رأيت المذكور في جملة آيات أراهن اللَّه إياه، وفي (إياه) التفات بوضعه موضع (إياي).
وقوله:(فلا تكن في مرية من لقائه) متعلق بقصة موسى ورؤيته، وذكر عيسى وما يتبعه من الآيات استطراد إشارة إلى قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ}[السجدة: ٢٣]، فالخطاب للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا يخفى ما في هذا التوجيه من التكلف، وإن كان ذهب إليه جمهور العلماء الذين تكلموا في هذا الحديث، وقال بعض الشارحين: إن قوله: (في آيات. . . إلخ)، من كلام الراوي الحقه بالحديث، والخطاب عام، أي: لا تكن أيها المخاطب في مرية من لقاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الأنبياء والخازن والدجال، وهذا أظهر في العبارة، واللَّه أعلم.
٥٧١٦ - [١٩](أبو هريرة) قوله: (فإذا رجل مضطرب) قد جاء في وصفه عليه السلام: