الحرام والحلال، وقيل: إلى جنس المنهي عن القتل وغير المنهي، وقيل: إلى جنس حيوان البر والبحر، كذا في بعض الشروح، وفي قوله:(ليصلون) فيه تغليب للعقلاء على غيرهم وإن قدر لقوله: حتى النملة والحوت خبر؛ لأن الحيوانات الأخر داخلة في أهل الأرض، وأيضًا فيه اشتراك؛ لأن الصلاة من اللَّه رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء، وقد استدل بمثل هذا من جوز عموم المشترك كقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}[الأحزاب: ٥٦]، وأيضًا جمع بين الحقيقة والمجاز كما مر في الحديث السابق، والحمل على المعنى المجازي العام يرفعهما، وإنما قال ههنا: يصلون بلفظ الصلاة، وفي السابق: ليستغفر؛ لأن الصلاة يطلق في حق اللَّه سبحانه، بخلاف الاستغفار فإنه لا يطلق في اللَّه تعالى.
وقوله:(على معلم الناس الخير) إشارة إلى وجه تفضيل العالم على العابد؛ فإن خيره متعد، وإلى أن المراد بالعالم المفضل هو المعلم النافع بعلمه للناس (١).
٢١٤ - [١٧](مكحول) قوله: (ولم يذكر رجلان) أي: الدارمي لم يذكر قوله: ذكر لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلان، بل ذكر الحديث هكذا: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، ثم تلا هذه الآية، ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
(١) كذا في (د) و (ب)، وفي (ر): "العالم النافع يعلم للناس".