عظيم الهامة)، وهو في معنى ما في الكتاب:(ضخم الرأس واللحية)، وجاء:(الواضح الخدين وسهل الخدين)، وجاء في حديث ابن أبي هالة فقال:(أشنب مفلج الأسنان)، والشنب: رونق الأسنان وماؤها، وقيل: رقتها وتحديدها، وجاء:(براق الثنايا)، وقال:(كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحسن عباد اللَّه شفتين وألطفهم ختم فم)، وقال قائلهم:
بحر من الشهد في فيه مراشفه ... ياقوته صدف فيه جواهره
وعن بعض الصحابة أنه قال: بايعنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنا وأمي وخالتي، فلما رجعنا قالت لي أمي وخالتي: يا بني! ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن وجهًا، وأنقى ثوبًا، ولا ألين كلامًا، ورأينا كالنور يخرج من فيه.
وأما ريقه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقد جاء: أتي بدلو من ماء فشرب من الدلو ثم صب في البئر -أو قال: مج في البئر- ففاح منها مثل رائحة المسك، ولم يكن بئر أعذب منها، وهذا معجزة، وبصقه -صلى اللَّه عليه وسلم- في عين علي وهو أرمد وبرؤه كأن لم يكن به وجع، مشهور، ويأتي في المعجزات إن شاء اللَّه تعالى، ولهذا أمثال مذكورة في موضعه.
وأما فصاحة لسانه، وجوامع كلمه، وبديع بيانه فمما لا يمكن وصفه حتى كان كلامه يأخذ القلوب، ويسلب الأرواح.
وأما صوته فلقد كان أحسن الناس صوتًا وأصدقهم لهجة، فعن أنس قال: ما بعث اللَّه نبيًّا إلا حسن الوجه، حسن الصوت، حتى بعث اللَّه نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم- فبعث حسن الوجه حسن الصوت، وقد كان صوته يبلغ حيث لا يبلغه صوت غيره، فعن البراء: خطبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى أسمع العواتق في خدورهن، وجاء: خطبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمنى ففتحت أسماعنا -وفي رواية: ففتح اللَّه أسماعنا- حتى إن كنا لنسمع ما يقول