الشريفة إذا التفت التفت جميعًا، و (العاتق) موضع الرداء من المنكب، يعني لم يتغير ولم يتأثر من سوء أدبه، وإن أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، وهذا من عادة جفاة العرب وخشونتهم، وعدم تهذيب أخلاقهم، وقيل: لعله كان من المؤلفة، ولهذا ناداه باسمه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفيه أن من ولي على قوم لزمه الاحتمال من أذاهم.
٥٨٠٤ - [٤](وعنه) قوله: (ولقد فزع أهل المدينة) كأنه كان فزعهم من سارق أو عدو، والضمير في (فاستقبلهم) لما يفهم من الكلام السابق، أي: العدو الذين كان الفزع من أجلهم، والضمير في (سبق) للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، و (الناس) مفعوله، وفي رواية:(ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه).
وقوله:(لم تراعوا لم تراعوا) مرتين بضم التاء والعين: من الروع بمعنى الفزع، و (لم) هنا بمعنى: لا، ويروى:(لن)، قالوا: العرب قد تضع (لم) و (لن) موضع (لا)، نقله الطيبي (١)، فهو خبر أي: لا روع ولا فزع بمعنى الأمر، أي: