للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكْمِلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٣١٦].

ــ

و(تكملان) أي: يتمان من الإكمال.

وقوله: (في الجنة) أي: أنه يدخل الجنة عقيب موته فيتم فيها رضاعه كرامة له.

فائدة: اعلم أنه قد روي: (لو عاش إبراهيم لكان نبيًا) قال شيخ بعض شيوخنا ابن ديبع في كتاب (تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على الألسنة من الأحاديث) (١): وقال النووي: هذا الحديث باطل وجسارة على الكلام في المغيبات، وهجوم على أمر عظيم، وقال ابن عبد البر في (تمهيده): لا أدري ما هذا، فقد وَلَدَ نوحٌ عليه السلام غَيْرَ نبي، ولو لم يلد نبي إلا نبيًا كان كل واحد نبيًّا لأنه من ولد نبي، قلت: قد أخرجه ابن ماجه وغيره من حديث ابن عباس قال: (لما مات إبراهيم ابن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: إن له مرضعًا في الجنة، ولو عاش لكان صديقًا نبيًّا، ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط، وما استرق قبطي) (٢)، وفي سنده أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي وهو ضعيف، واللَّه أعلم، انتهى.

وفي (شرح الشمائل) للشيخ (٣): قد ورد من طرق ثلاثة عن ثلاثة من الصحابة: (لو عاش لكان نبيًّا)، وتأويله أن القضية الشرطية لا تستلزم وقوع المقدم، ولا يظن بالصحابة الهجوم على مثل ذلك بالظن، وأما إنكار النووي كابن عبد البر لذلك فلعدم ظهور هذا التأويل، وهو ظاهر، انتهى.

أقول: هذا ظاهر غير مخفي، ولكن الكلام في بيان الملازمة، ولا بد من بيانها.


(١) "تمييز الطيب من الخبيث" (ص: ١٣٤)، و"تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ١٠٣).
(٢) "سنن ابن ماجه" (١٥١١).
(٣) انظر: "جمع الوسائل" (٢/ ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>