للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُولُ: "كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا رَأْسَ نَبِيِّهِمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ١٧٩١].

ــ

وكسر العين، وفتح التحتانية مخففة على وزن ثمانية: أربعة أسنان بين الثنية والناب، من كل جانب ثنتان، رماه عتبة بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص، فكسرت اليمنى السفلى، وجرحت شفته السفلى، ولم تكسر رباعيته من أصلها، بل ذهبت منها فلقة، قالوا: لم يولد من نسله ولد فيبلغ الحنث إلا وهو أنحر وأهتم مكسور الثنايا من أصلها يعرف ذلك في عقبه، وعبد اللَّه بن هشام شج في جبهته، وعبد اللَّه بن قميئة جرح وجنته فقال: خذها وأنا ابن قميئة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يمسح الدم عن وجهته: (أقمأك اللَّه)، فسلط اللَّه عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة [قطعة]، فأخذ عليّ بيده واحتضنه ورفعه طلحة بن عبيد اللَّه حتى استوى قائمًا، وهنا قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أوجب طلحة)، ونشبت حلقتان من المغفر في وجهه، ووقع -صلى اللَّه عليه وسلم- في حفرة من الحفر التي كان أبو عامر الفاسق يكيد بها، فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح، وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه من شدة غوصهما في وجهه، وامتص مالك بن سنان والدُ أبي سعيد الخدري الدم من وجنته، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (من مس دمي لم تمسه النار)، وفي رواية: فشقّوا البيضة عن رأسه، أي: كسروا الخودة ورموه بالحجارة حتى سقط في حفرة من الحفر التي حفرها أبو عامر.

وقوله: (يسلت الدم) أي: يميط، من نَصَرَ، سلتت المرأة الخضاب عن يدها: إذا مسحته وألقته.

وقوله: (شجوا رأس نبيهم) وفي رواية أحمد (١) والترمذي والنسائي: (خضبوا


(١) "مسند أحمد" (٣/ ١٧٨)، و"سنن الترمذي" (٣٠٠٢)، و"السنن الكبرى" للنسائي (١٠/ ٥١، رقم: ١١٠١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>