وقوله:(في المدة التي كانت بيني وبين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) يريد مدة صلح الحديبية، وكان بين قريش كلهم، لكن أبا سفيان رئيسهم بعد هلاكهم في غزوة بدر، و (هرقل) اسم ملك الروم وقيصره، وهو بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف، ويقال: بكسر الهاء والقاف وسكون الراء، غير منصرف، و (دحية) بقتح الدال وكسرها.
وقوله:(فدفعه إلى عظيم بصرى) بضم الباء وسكون الصاد، وهكذا أمره -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يدفعه إلى عظيم بصرى، وهو يدفعه إلى هرقل، وكان من أعاظم أمرائه، والدفع بالدال يطلق على الحركة من الأعلى إلى الأسفل، فلذا ذكره هنا دون الرفع بالراء كما يكتب في المراسلات تعظيمًا للمرسل إليه، وإنما ذكر الدفع في إرسال عظيم بصرى إلى هرقل إما مشاكلة وإما لأن الكتاب واحد، والطريق واحد، فافهم.
وقوله:(في نفر من قريش) وكانوا ثلاثين، رواه الحاكم في (الإكليل)، ولابن السكن: نحو من عشرين، كذا في (فتح الباري)(١).
وقوله:(فأجلسنا) بلفظ المجهول من الإجلاس، كذا في أكثر النسخ، وفي بعضها: بلفظ المعلوم، أي: أمر بإجلاسنا.