للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شَمَالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ. قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمين مِنْهُم أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّار، فَإِذَا نظرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شَمَالِهِ بَكَى،

ــ

الإنسان، وقال في (فتح الباري) (١): هي الأشخاص من كل شيء.

وقوله: (قلت لجبرئيل: من هذا؟ ) ظاهر هذا الحديث أن سؤال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن جبرئيل من هذا كان بعد ترحيب آدم له، وحديث مالك بن صعصعة الذي مر دل على أن الترحيب كان بعد السؤال، وهو المعتمد، وفيه ما يدل على تراخي الترحيب عن السؤال، فيحمل هذا على ذاك، إذ ليس فيه أداة ترتيب.

وقوله: (نسم بنيه) النسم بنون وسين مهملة مفتوحتين جمع نسمة، وهي الروح، قال في (المشارق) (٢): قال الجوهري: النسمة: النفس، والروح، والبدن، وإنما يعنى هنا الروح، وقال الخليل: النسمة: الإنسان، وقال: ضبط بعضهم عن القابسي: (شيم) بشين معجمة جمع شيمة: وهي الطباع، وهو تصحيف، انتهى.

وقال الشيخ (٣): قد جاء أن أرواح الكفار في سجين، وأرواح المؤمنين منعمة في الجنة، فكيف [تكون] مجتمعة في سماء الدنيا؟ وأجيب بأنه يحتمل أنها تعرض على آدم أوقاتًا فصادف وقت عرضها مرور النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويحتمل أن النسم المرئية هي التي لم تدخل الأجساد بعد، وهي مخلوقة قبل الأجساد، ومستقرها عن يمين آدم


(١) "فتح الباري" (١/ ٤٦١).
(٢) "مشارق الأنوار" (٢/ ٤٧).
(٣) "فتح الباري" (١/ ٤٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>